التَّلْخِيصُ لوجُوهِ التَّخْلِيصِ
تنزيل الكتاب | تاريخ النشر | مرات التنزيل | |||
---|---|---|---|---|---|
|
12 آب 2020 | 194 |
التَّلْخِيصُ لوجُوهِ التَّخْلِيصِ
التصنيف: تحقيقات التركماني
المحقق: عبد الحق التركماني
المؤلف: ابن حزم الأندلسي
عدد الأجزاء:1 مجلد ويقع في (204) صفحة مع الفهارس.
الناشر: دار ابن حزم في بيروت
سنة النشر: 1423 / 2003
رقم الطبعة: 1
نبذة عن الكتاب
في تلك الأوضاع السَّيِّئة من الفتن، والتفكُّك، والفساد؛ كَتَبَ إلى ابن حزمٍ مجموعةٌ من أَصدقائه يسأَلونه في اُمورٍ (لا يَستغنِي عنها مَن له أَقلُّ اهتمام لدينه). وقد كانت أَسئلتهم في رسائلَ مختلفةٍ، فضمَّ ابن حزمٍ الأَسئلة المتشابهة بعضها إِلى بعضٍ، فكانت ثمانية:
1ـ ما أَفضل ما يعمله المرءُ ليحصلَ علَى عَفْوِ ربِّه؟ وما أَنفع ما يشتغلُ به من كثرتْ ذنوبُهُ في تكفير الصَّغائر والكبائر؟
2ـ ما العملُ الَّذي إِذا قَطَعَ به الإِنسانُ باقي عُمُرِه يُرجَى له الفوز؟ وما السِّيرة الَّتي يختارها ابنُ حزمٍ؟
3ـ ما القَدْرُ الَّذي يطلبه المرءُ من العلوم؟
4ـ أَيُّ الأُمور في النَّوافل أَفضل؛ الصَّلاةُ، أَم الصِّيامُ، أَم الصَّدقةُ؟
5ـ هل حديثُ النُّزُول صحيحٌ؟ وهل الإِجابةُ مضمونةٌ في تلك السَّاعة؟
6ـ ما رأيُ ابنُ حزمٍ في الفتنة الأَندلُسِيَّة وانقسام البلاد إِلى إِماراتٍ؟
7ـ كيفَ تكون السَّلامة في المطعم، والملبس، والمأَكل للَّذين يسكنونَ الأَندلسَ في ظِلِّ تلكَ الفتنة؟
8ـ هل تَتَفاضلُ الكبائرُ؟
وإذا استثنينا السُّؤالَ الخامسَ ـ وهو يتعلَّق بمسأَلةٍ عقديةٍ ـ وجدنا الأَسئلةَ الأُخرىَ جميعاً تتعلَّق بالفتنة بوجهٍ من الوجوه. فمِنَ الواضح مِن خلالها أَنَّ السَّائلين ـ سواء كانوا معبِّرين عن أَنفسهم، أَو عن غيرهم ـ كانُوا يبحثون عن مخرجٍ مِنَ الفتنة، وتبعاتِها الثَّقيلة التي ورَّطت الكثيرينَ في ارتكاب كبائر الذُنوب، والإِسرافِ في المعاصي، والبُعْدِ عن الحياة الدِّينيَّة الصَّحيحة.
ذلك لأَنَّ الإِنسانَ اجتماعيٌّ بطَبْعِهِ، يتأَثَّر بمحيطه وبيئته، تصوُّراً وتصرُّفًا، ويندرُ أَنْ تحيطَ به أَلوانُ الفتن؛ من غير أنْ يتأَثَّر بها، بل من غير أَن تأَخذَه أَمواجُها إِلى أَغوارِها ومتاهاتِها؛ اللَّهم إِلا مَن عصَمَه الله بلُطْفِهِ، وكان قَلْبُهُ عامراً بالإِيمان، ونفسه حرَّةً يقِظَةً شريفةً.
وهكذا كانَ الأَمرُ في الفتنة الأَندلسِيَّة؛ فقد تورَّط في أَوحالها الكبيرُ والصَّغيرُ، الشَّريف والوضيعُ، والعالمُ والجاهلُ؛ إِلا فئة قليلة من أَهل العلم والصَّلاح والاستقامة.
لهذا جاءت السُّنَّة النَّبويَّة بأحكامٍ تفصيليَّةٍ تُرْشِدُ المسلمَ إلى ما يجبُ عليه إِزاء الفِتنة، حتَّى لا يسقط فيها، ولا يَهلكَ في أَوديتها، بل يكونَ على بصيرةٍ من أَمره.
ومن تلك الأَحكامِ:
1ـ عَدَمُ القتالِ في الفتنة.
2ـ اعتزالُها.
3ـ الهجرةُ من أَرضها؛ إِنْ خَشِيَ على دِينه.
4ـ الانصرافُ إِلى العبادة.
5ـ لزوم خاصَّة نفسِهِ، وترك أَمرِ العامَّة.
مقدمة الكتاب ص11