موقع الشيخ عبد الحق التركماني - دخلتُ في تجارة ثم تبين لي بعد ذلك حرمة هذا العمل فما هو حكم المال الذي تلقيته منه قبل معرفتي بالحكم

/ 9 أذار 2025

للتواصل 00447432020200

دخلتُ في تجارة ثم تبين لي بعد ذلك حرمة هذا العمل فما هو حكم المال الذي تلقيته منه قبل معرفتي بالحكم

23 شباط 2025

السؤال :

كنت أدير عملًا تجاريًا عبر الإنترنت، ولكن أخبرني أحد الأصدقاء أن هذا العمل محرم؛ لأنه يتعارض مع شروط الخدمة والإرشادات الخاصة بالتطبيق. والحمد لله أغلقت المتجر على الفور، وتوقفت عن بيع المنتجات بمجرد إبلاغي بذلك، لكنني لست متأكدًا مما يجب أن أفعله بالأرباح التي حققتها.

هل يجوز لي استخدام الأرباح التي حققتها أثناء إدارة المتجر؛ لأنني لم أكن أعلم بعدم جواز ذلك على الإطلاق؟

يرجى إخباري بذلك جزاك الله خيرًا.

الجواب :

الحمد لله رب العالمين.

أولًا: أحمدُ الله سبحانه وتعالى أن وفَّقك إلى الوقوف عند حدود الله، وترك الحرام عند العلم بأنه حرام، فهذا من توفيق الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3]. فنسأل الله أن يعوضك خيرًا ويرزقك رزقًا واسعًا.

ثانيًا: أنت تُبت من هذه المعاملة المحرمة، طبعًا لم تذكر لنا ما وجه التحريم، لكن على كل حال أنت علمتَ أنَّ هذا محرم فتركته وتُبت منه، والتوبة تجُبُّ ما قبلها وتمحو ما قبلها، وأنتَ كنت جاهلًا بالحكم.

ولهذا نقول: إن هذه الأرباح التي حصلت عليها من هذه التجارة لا يجب عليك أن تتخلص منها، بل يجوز لك أن تحتفظ بها وتستفيد منها فهذه أموالك، خاصة أنها غير متعلقة بحقوق أشخاص معيَّنين، يعني: هذه ليست أموال سرقة سرقتها من الناس، وليس في هذه المعاملة اعتداء على حقوق الآخرين، هذه تجارة دخلت بها وتبيَّن لك أن هذه التجارة لا تجوز فتُبت منها، فلك ما اكتسبت ويجوز لك أن تحتفظ بهذه الأموال، وإن أردت أن تتصدق بها كلها أو بعضها فهذا إليك، وإن كنت محتاجًا إليها فأنت أولى بها.

والتوبة تجُبُّ ما قبلها مثل الإسلام الذي يجُبُّ ما قبله خاصة مع وجود الجهل وعدم الاعتداء وعدم القصد في دخول هذه المعاملة المحرمة.

والله سبحانه وتعالى أعلم والحمد لله رب العالمين.

 

أملاه: عبد الحق التركماني

شعبان 1446