حكم حلق اللحية وتقصيرها
24 شباط 2025
السؤال :
ما حكم تقصير اللحية؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين.
الأخذ من اللحية له ثلاث صور.
الصورة الأولى: حلقها بالكُليَّة، بمعنى: إزالة شعر اللحية بأي وسيلة من وسائل الإزالة، فهذا حرام عند جماهير العلماء، حتى نقل بعض العلماء الإجماع على تحريم حلق اللحية بالكُليَّة وإزالة شعرها، منهم: ابن حزم نقل اتفاق الفقهاء على أن حلق اللحية بالكُليَّة مُثْلَة لا تجوز، أي: أمر قبيح منهي عنه لا يجوز فعله، وعلى هذا الفتوى عند الحنفية والمالكية والحنابلة، أما الشافعية فالراجح الصحيح في مذهب الإمام الشافعي التحريم أيضًا، ونصَّ عليه الشافعي في كتاب الأم.
إذن هذه الصورة الأولى صورة حلق اللحية بالكُليَّة، ففي ذلك مخالفة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم مخالفة كُليَّة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتوفير اللحية وإرخائها وإعفائها، فمَن حلق فقد خالف أمر النبي بالكُليَّة ووقع في الحرام.
الصورة الثانية: أن يأخذ من اللحية ما زاد عن القبضة، أي: يقبض بيده على لحيته فما زاد على القبضة من شعر لحيته يقصه، سواء من أمامه أو من طرفيه، يتتبعه ويقصه، فهذه الصورة جائزة عند كثير من العلماء، ووردت عن بعض الصحابة رضي الله عنهم، منهم: عبد الله بني عمر رضي الله تعالى عنهما، فإن قصَّ الإنسان ما زاد على قبضة يده ففعله هذا جائز عند كثير من العلماء، بل قال بعض العلماء باستحباب هذا حتى لا تفحش اللحية، ولا تخرج عن حجمها الطبيعي وتكون فيها مبالغة.
أما الصورة الثالثة: فالأخذ من اللحية ما دون القبضة، أي: يزيد في القص والتخفيف حتى يقصِّرها عن هذا الحد وهو القبضة.
فهنا نقول: لم ينص أحد من الفقهاء على جواز ذلك، فمن فعل هذا فقد دخل في النهي، وخالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إن الناس يختلفون في مقدار ذلك؛ لأن بعض الناس قد تكون لحيته كثة كثيفة وواضحة والشعر مجتمع، فإذا أخذ شيئًا يسيرًا ما دون القبضة لا يؤثر في لحيته، وبعض الناس لحيته خفيفة أصلًا فإذا أخذ منها زادت خفتها.
كذلك الأخذ ما دون القبض قد يكون أخذًا يسيرًا، وقد يكون أخذًا كثيرًا، بحيث يكون مُشابهًا للحلق فنقول: كلما أخذ الانسان من لحيته ما دون القبض كلما دخل في الكراهية ودخل في النهي، فإذا أخذ أخذًا مبالغًا فيه حتى صار شبيها بالحلق صار داخلًا في التحريم.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
أملاه: عبد الحق التركماني
شعبان 1446