الجواب :

الحمد لله رب العالمين.

نحن في هذه الأجوبة نتكلم في الفتاوى الفقهية، ولا نتكلم في النصائح والتوجيهات، ولا في الوعظ التذكير.

فلهذا أنصح هذا الأخ بالرجوع إلى المواد الجيدة للعلماء في هذه المسألة، مما يجده في مواقع الإنترنت سواء من خلال المقالات، أو من خلال الدروس والمواعظ والنصائح المسجلة.

وباختصار شديد أقول للأخ الكريم كما أشار هو في سؤاله: إلى فهم ما يُتلى أثناءها.

فالخشوع في الصلاة درجة عظيمة فاضلة، ومقصود من مقاصدها، بحيث يقف الإنسان بين يدي الله سبحانه وتعالى خاشعًا قانتًا، مستحضرًا النيَّة، جامعًا لقلبه، مُقبلًا على الله عز وجل، وهذا يتحقق كما ذكر الأخ في فهم ما يُتلى من آيات الله عز وجل، وكذلك الأذكار التي يقولها المسلم. 

فكثير من إخواننا ممَّن لا يعرفون اللغة العربية لا يجدون لذَّة في الصلاة بسبب هذا، ولهذا أنصحهم أن يحفظوا ما تصح به صلاتهم من سورة الفاتحة، وقصار السور، وأذكار الركوع والسجود والتشهد وغير ذلك، وأنصحهم أن يفهموها أيضًا، ويعرفوا معانيها ويتأملوا فيها، فعندما يقرأون هذه الآيات أو الأذكار يعرفون ماذا يقرأون ويقصدونه، فهذا مما يُعين على الخشوع؛ لأني وجدت كثيرًا من الأخوة يشكُون من ضعف الخشوع بسبب عدم فهم المعاني، فهذا مفتاح عظيم من مفاتيح الخشوع.

ثم كما ذكرت إذا رجع إلى العلماء سيجد أنهم ذكروا أن الخشوع يبدأ بالإقبال على الله مستحضرًا عظمة الموقف بين يدي الله عز وجل، وأن يُحسِن الإنسان وضوءه باستحضار النية، وكذلك الأذكار، ويصلي السنن الرواتب، وكذلك المحافظة على صلاة الجماعة، والتفرغ للصلاة بالابتعاد عن الجوال وعدم ترقب رسائله وقطع صوته، والأسباب كثيرة فيحتاج الإنسان أن يجاهد نفسه فيها

نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الخشوع في الصلاة، ويجعلنا من المحافظين عليها وممَّن تُقبَل صلواتهم.

والحمد لله رب العالمين.

أملاه: عبد الحق التركماني

رمضان 1446