الجواب :

هذه المسألة يكثر السؤال عنها لوقوع الخطأ في فهمها، وذلك بسبب الخلط بين مسألة اختلاط المادة وتغيرها ومسألة الاستحالة التي يذكرها الفقهاء.
أما مسألة الاستحالة فهي أن تأتي على المادة تأثيرات وأحوال تحيلها عن صفتها الأصلية، وضربوا لذلك مثلًا بالروث النجس يكون تحت الشمس والمطر فيفقد بذلك صفاته الأصلية ويختلط بالتراب فيأخذ حكم الطهارة. فهذه الاستحالة لا يشبهها اختلاط المادة أو تغيرها مع وجود عينها، مثل دهن الخنزير يوضع قليل منه في صنع طعام، فهنا لم تحصل استحالة، بل حصل الاختلاط والتغير بسبب الانسجام بين مكونات الطعام. فلا يكون الحرام بهذا حلالًا، ولا النجس طاهرًا، فإن المادة بنفسها موجودة، وإن كانت قليلة ومختلطة، فكيف ومادة الجلاتين توضع بكميات كبيرة في الحلويات، لا شك في حرمتها، إلا إذا كانت مستخرجة من حيوان ذُكي ذكاة شرعية، والله أعلم.