موقع الشيخ عبد الحق التركماني - حكم من تأخر عن دفع الزكاة لأكثر من عام ماذا يجب عليه؟ وهل الدَّين يمنع وجوب الزكاة؟

/ 16 تموز 2024

للتواصل 00447432020200

حكم من تأخر عن دفع الزكاة لأكثر من عام ماذا يجب عليه؟ وهل الدَّين يمنع وجوب الزكاة؟

4 حزيران 2024

السؤال :

إذا بدأ شخص ما العمل منذ عامين، ولم يدفع زكاة المال لأيٍّ من العامين، وهو يعتقد أنَّ مدَّخراته قد تجاوزت حدَّ النِّصاب بعد السنة الأولى، لكن رصيده الآن أقل من السنة الأولى بسبب المشتريات والديون الكبيرة.

 كيف يجب عليه الحساب؟

كيف يدفعها ومن أي تاريخ؟

وهل تدخل القروض الطلابية في حساب الزكاة؟

الجواب :

الحمد لله.

أول ما ننبِّه إليه أنَّ الحساب يكون بالأشهر الإسلامية وليس بالأشهر الميلادية.

ثانيًا: حساب كلِّ سنة تكون على حِدتها، يعني: نحسب كل سنة لوحدها فالسنة الأولى تُحسَب، ثم تغلق الحساب وتبدأ بحساب السنة الثانية.

بالنسبة للسنة الأولى تستطيع أن تستخرج حسابك من مراجعة الوثائق أو حسابات البنك، تقدِّر تقديرًا بحيث تبرِّأ ذمتك أمام الله سبحانه وتعالى.

طبعًا الزكاة دَينٌ في ذمَّة المسلم لا يسقط حقٌّ لله عز وجل ولو تأخرت عشر سنوات أو أكثر من ذلك، فهذا الحقُّ يبقى لا بدَّ أن تؤديه، كيف تؤديه؟ تقدِّر تقديرًا وتحاول أن ترجع للحسابات.

وكما قلنا لا تخلط سنتين في سنة واحدة، حساب السنة الأولى لوحدها، ثم إذا كان المال المدَّخر عندك في السنة الثانية قد قلَّ، فأنت ستدفع حسب ما كان موجودًا عندك في السنة الثانية، ولا تلتفت للسنة الأولى لأنَّ حساب كل سنة حسابٌ مستقل.

بالنسبة للدَّين الذي عليك سواء كان قرضًا طلابيًا أو غير ذلك: فالصحيح أنَّ الدَّين لا يمنع وجوب الزكاة، وهذا مذهب الشافعية وهو الراجح إن شاء الله تعالى.

لماذا؟ لأنَّ هذا المال في يدك وتحت تصرفك فأنت تعطي زكاته، إذا أردت أن تدفع ديونك قبل أن يأتي وقت الزكاة أنت حرٌّ، تستطيع أن تدفع الديون وتخرج كل هذه الأموال من يدك ولا زكاة عليك؛ لأنَّ الأموال لم تعد موجودة عندك، لكن إذا احتفظت بهذه الأموال عندك وهي تحت تصرفك، فلا يحق لك أن تقول أنا مديون ولذلك لا أدفع الزكاة، لا إذا أنت كنتَ مديونًا فادفع ديونك بهذه الأموال ولا تدَّخرها.

والله سبحانه وتعالى أعلم والحمد لله رب العالمين.

أملاه: عبد الحق التركماني

ذو القعدة 1445