موقع الشيخ عبد الحق التركماني - من أفطر عمدًا في شهر رمضان

/ 16 تموز 2024

للتواصل 00447432020200

من أفطر عمدًا في شهر رمضان

5 حزيران 2024

السؤال :

ما حكم الإفطار عمدًا؟ وقد حدث هذا قبل خمس سنوات، وكذلك الأكل والشرب علنًا ومن حولك صائمون جهلًا؟

هل يجب عليك فدية أو صيام الأيام التي فاتتك؟

أرجو توضيح ذلك بالتفصيل إن أمكن

الجواب :

الحمد لله.

الإفطار في نهار شهر رمضان من غير عذر شرعيٍّ ذنب عظيم وكبيرة من كبائر من كبائر الذنوب لا شك في ذلك؛ لأنَّ الصيام ركن من أركان الإسلام وفريضة مُحكَمة.

ثم مَن أفطر متعمِّدًا في رمضان إما أنَّه يفعل هذا: كسلًا وضعفًا وشهوة أو يفعله مُستحلًّا.

فإن فعله مستحلًّا أي: اعتقد بعدم وجوب صوم شهر رمضان، أو اعتقد أنَّ هذا غير لازم له وأن صيام شهر رمضان على التخيير إن أحبَّ صام وإن أحبَّ أفطر، أو جحد الوجوب أصلًا وكذَّب بالشريعة وردَّ حكم الله عز وجل ردًّا اعتقاديًا، أو الأسوء من هذا أن يستهزأ ويسب كما يحصل من بعض السفهاء يستهزئون بالصيام وبالصائمين ويطعنون في دين الله عز وجل.

ففي هذه الحالة مَن يرتكب هذا وهو ينتسب للإسلام فقد ارتدَّ عن دين الإسلام، وكفر، والواجب عليه أن يعود إلى الدين بتجديد الشهادتين والتوبة توبة نصوحة، ولا قضاء عليه؛ لأنَّه لم يكن مسلمًا في ذلك الوقت.

ثمَّ الحالة الثانية أن يفطر في نهار رمضان عمدًا، وهو مسلم عاصٍ يفطر كسلًا، ويفطر شهوة، ويفطر ضعفًا، أي: يفطر عمدًا من غير عذر شرعي.

فهذا الواجب عليه القضاء، طبعًا القضاء بعد التوبة، الواجب عليه التوبة والندم والعزم على عدم العودة إلى هذا الذنب العظيم والكبيرة الخطيرة من كبائر الذنوب، فإذا تاب وأناب يقضي ذلك اليوم حتى يبرِّأ ذمته فيما أفطر فيه فيكون ممن أفطر كسلًا وضعفًا وشهوة.

أما الكفَّارة فلا كفَّارة عليه لأنَّ الكفارة وردت في صورة مخصوصة: فيمَن أفطر في نهار رمضان عن جِماع هذا فيه نصٌّ خاص، أما من أفطر عامدًا بالطعام والشراب أو لم يصم يومه أصلًا، فهذا الواجب عليه القضاء فقط.

ثمَّ الأخ يقول خمس سنوات فلو كانت خمس سنوات أو سنوات طويلة فهذا حقٌّ لله عز وجل في ذمَّته الواجب عليه القضاء.

والله سبحانه وتعالى أعلم والحمد لله رب العالمين.

أملاه: عبد الحق التركماني

ذو القعدة 1445