الجواب :

الحمد لله.

من المعلوم أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم نهى عن القزع، والقزع: كلمة عربية مأخوذة من قِطَع السحاب الرقيقة واحدتها قَزَعة، فكأنَّ المقصود أنَّ الشعر يكون في الرأس قطعًا متفرِّقة، والنهي هنا عن الحلق، والحلق يعني أن يستعمل الإنسان الموس أو يستعمل أي جهاز كمقص كهربائي مثلًا ويؤدي إلى إزالة الشعر.

فإذن المقصود به إزالة الشعر تمامًا، أو ما يكون قريبًا إلى ذلك، بحيث يظهر الجلد ويكون الشعر في الرأس مفصولًا بعضه عن بعض، فممكن يحلق الأطراف ويبقيه في أعلى الرأس، أو يجعل هناك خطوطًا في رأسه أو دوائر، وما إلى ذلك من الصور الموجودة اليوم فكلُّها من القزع، وهذا ممَّا نهى عنه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

أما إن كان بالمقص فهذا لا بأس به إن لم يكن بصورة القزع، يعني: أن يكون الشعر الذي في أعلى الرأس كثيرًا، ومن جوانبه يكون أقصر ممَّا في أعلى رأسه، أو يكون أقصر في مقدمة رأسه، وهكذا يرتِّب شعره ترتيبًا معيَّنًا حتى يصبح متَّسقًا وجميلًا، فهذا ليس من القزع إلا أن يكون المقصود التشبه بالكفار، التشبه بأهل الفسق والفجور، الذين يقصُّون هذه القصَّات المختلفة والغريبة من المشاهير، مثل: المطربين ولاعبي الكرة، والإنسان يريد أن يقلِّدهم ويتشبَّه بهم، فهذا ممَّا لا يجوز ويدخله النَّهي والله أعلم، والحمد لله رب العالمين.

أملاه: عبد الحق التركماني

ذو الحجة 1445