موقع الشيخ عبد الحق التركماني - أسافر كل يوم مدة ساعة ونصف تقريبا للعمل بين المدن فهل أعتبر مسافرًا وأترخص برخص السفر

/ 12 تشرين الأول 2024

للتواصل 00447432020200

أسافر كل يوم مدة ساعة ونصف تقريبا للعمل بين المدن فهل أعتبر مسافرًا وأترخص برخص السفر

20 حزيران 2024

السؤال :

أسافر للعمل في مدن مختلفة في المملكة المتحدة، وأنتقل من مكان إلى مكان، على سبيل المثال: من لستر إلى برمنغهام، وتستغرق رحلتي ساعة إلى ساعة ونصف ثم أرجع إلى مدينتي، في هذه المدة هل أُعَدُّ مسافرا؟ وهل أقصر من الصلاة؟

خاصة أنَّني أجد صعوبة في فترة الشتاء، حيث أصلي الظهر في المسجد جماعة وأجمع معها العصر لغرض تسهيل العمل عليَّ، فما هو التصرف الصحيح في هذا؟

الجواب :

الحمد لله رب العالمين.

لا شك أنَّ هذه المسألة من مسائل الخلاف المُعتَبر بين المُفتِين وبين المذاهب.

لكن الذي أفتي به ما عليه المحقِّقون من العلماء الذين يقولون: بأنَّ مَن فارق المدينة التي يسكن فيها وفيها منزله وأهله، وخرج عنها، وكان من العُرف أنَّ هذه المفارقة ليست للخروج إلى ضواحي المدينة والرجوع، وإنَّما على وجه السفر كما يخرج الإنسان من لستر إلى برمنجهام مثلًا، فيُعدُّ مسافرًا، حتى لو تكرر هذا كلَّ يوم، فأنت مسافر تأخذ برُخَص السفر من قَصر الصلاة وجمعها، وكذلك الفِطر في رمضان حتى ترجع إلى مدينتك، فإذا دخلت مدينتك لا تُعدُّ مسافرًا، إنَّما تُعدُّ مسافرًا في الطريق حتى ترجع إلى مدينتك وسكنك، فلا بأس بأن تأخذ بكلِّ رُخَص السفر.

ثمَّ إشارة إلى مسألة وهي أنَّه في فصل الشتاء يكون الوقت بين الظهر والعصر قريبًا جدًّا، قد يكون ساعة وخمس وأربعين دقيقة إلى وساعة ونصف، فيصبح هناك حرج شديد على مَن عنده عمل يلتزم به أن يصلِّي كلَّ صلاة في وقتها، فإذا صلَّى الظهر ربما ضاع عليه العصر، وإذا تأخَّر في الظهر قليلًا ربما خرج وقت الظهر، فماذا يفعل؟ نقول: يجمع، لا بأس أن يجمع جمع تقديم أو جمع تأخير، وإن لم يكن مسافرًا، حتى لو كان في مدينته، مثل الطبيب الذي سيدخل العملية في فصل الشتاء، فهنا إما أن يصلِّي بعد أن يخرج، يعني يصلي الظهر والعصر جمعًا قبل غروب الشمس، أو يصلِّي الظهر والعصر بعد دخول وقت الظهر ويجمع ثمَّ يدخل العملية ولا يخرج إلَّا بعد المغرب، فبهذا يحافظ على صلاتي النهار في وقتها ولا يضيِّع العصر، فإنَّ تضييع العصر حتى يدخل المغرب من كبائر الذنوب. ينبغي على الإنسان أن ينتبه لهذا الأمر.

والله سبحانه وتعالى أعلم، والحمد لله رب العالمين.

أملاه: عبد الحق التركماني

ذو الحجة 1445