عمل المرأة في دار العجزة، وحكم الذهاب لمقابلة العمل وهي كاشفة وجهها
27 حزيران 2024
السؤال :
حصلتُ على عمل في دار رعاية المسنين ـ دار العجزة ـ وسأذهب للمقابلة من أجل الحصول على العمل، وقد قيل لي: لا يمكنني أن أحصل على العمل مع لبسي النقاب، فهل يجوز لي الذهاب وكشف وجهي بدون لبس النقاب حتى أحصل على الوظيفة؟
والسؤال الثاني: دار الرعاية فيها كبار السن من الرجال والنساء، فهل يجوز لي أن أقوم على رعايتهم وخدمتهم؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين.
أمَّا الذهاب إلى المقابلة من أجل الحصول على هذه الوظيفة بكشف الوجه وعدم لبس النقاب فهذا جائز؛ لأنَّ ستر الوجه ليس واجبًا، فيجوز للمرأة أن تكشف وجهها، كما عليه الفتوى في المذاهب الأربعة في أقوال أئمتها المتقدمين، وكذلك هو قول كثير من الأئمة: كالأوزاعي، وكذلك هو قول الظاهرية كما ذكره ابن حزم. فالأصل في ستر الوجه أنَّه ليس واجبًا عند جماهير العلماء، لكن اشتهر القول بالوجوب عند أكثر المتأخرين.
وأمَّا العمل في هذا المنزل فلا بأس فيه من خدمة كبار السن سواء كانوا من الرجال والنساء، لكن لا يجوز كشف العورات، وإذا كان في هذا العمل أن تقوم المرأة بالكشف على عورة الرجل حتى لو كان كبيرًا في السن فهذا لا يجوز، فتختص بعملها في مثل هذا الأمر بالنساء دون الرجال.
أما من ناحية الخدمة العامة مثل: تقديم الطعام، أو تنظيف المكان، أو الرعاية العامة فهذا لا بأس به.
فإن أُلزمت بهذا العمل من قبل مكتب العمل، واضطرَّت الى ذلك، بحيث أنَّها إن لم تبدأ بهذا العمل فإنَّها تعجز عن دفع إيجار بيتها، وتعجز عن تسديد الفواتير والمعيشة الضرورية، فإنَّها تعمل هذا العمل، وتسعى في إيجاد البديل بحيث لا يكون في العمل كشفٌ للعورات.
والله سبحانه وتعالى أعلم، والحمد لله رب العالمين.
أملاه: عبد الحق التركماني
ذو الحجة 1445