موقع الشيخ عبد الحق التركماني - أذبح أضحيتي وآخذها بعينها، ولكن الأعضاء الداخلية والخارجية تختلط مع ذبائح أخرى وأحيانا يأخذون أجرة على تنظيفها

/ 21 كانون الأول 2024

للتواصل 00447432020200

أذبح أضحيتي وآخذها بعينها، ولكن الأعضاء الداخلية والخارجية تختلط مع ذبائح أخرى وأحيانا يأخذون أجرة على تنظيفها

7 تموز 2024

السؤال :

أحد الإخوة يقول: أذبح أضحيتي في مجزرة عامة وآخذ ذبيحتي بعينها، أما بالنسبة للأعضاء الداخلية للحيوان: كالكبد والطحال والأمعاء ونحو ذلك فلا يعطونها على وجه التحديد أنَّها لأضحيتي، وإنَّما تختلط لا يُدرى من أي أضحية جاءت هذه الأعضاء الداخلية، هذا الشِّق الأول من سؤاله.

ثم يقول في الشِّق الثاني: إنَّ الأعضاء الخارجية كالقدمين والرأس وما إلى ذلك فهذه أيضًا تختلط، ويمكن أن تأخذ قطعة قد لا تكون لأضحيتك، وإنَّما هي من أي أضحية قد ذُبِحت في هذه المجزرة، وأحيانًا يأخذون على ذلك مبلغًا يسيرًا لأنَّهم يقومون بتنظيفها.

الجواب :

الحمد لله رب العالمين.

الأضحية صحيحة وجائزة ما دمت تأخذ أضحيتك بعينها، وهذه الأضحية ذُبحت باسمك، وكنتَ قد اشتريت هذا الحيوان قبل أن يُذبَح، وعيَّنوه لك وذبحوه باسمك فهذه الأضحية صحيحة.

أما هذه الأعضاء الداخلية أو الخارجية التي يُجرون عليها بعض الاشتراطات الرسمية من أجل الصِّحة العامة، ومن أجل منع انتقال الأمراض، فيجمِّدونها، أو يؤخِّرون تسليمها ويخلطونها، فإن كنتَ تأخذ منها من غير أن تدفع مالًا فهذا جائز؛ لأنَّ كلَّ الذين ذبحوا في هذه المجزرة قد قبلوا هذا الشرط ووافقوا عليه، فبالتالي إذا أخذت أي جزء فسيكون من هذه الأجزاء التي هي أصلًا للتبرُّع، والتي تُعطَى لأي أحد من غير مقابل مالي فهذا جائز، أمَّا إذا طلبوا المقابل المالي فهنا لا يجوز؛ لأنَّه لا يجوز أن تشتري أي جزء سواء كان من أضحيتك أو من أضحية غيرك لا يجوز هذا.

بقيت مسألة هي مسألة دقيقة ويُحتاج إلى التأمل والتأكد منها وهي: إذا كان المبلغ الذي يأخذونه أجرةً على تنظيف هذه الأعضاء الخارجية مثل: الرأس، يعني: ينظِّفونه وينزعون الجلد أو ينتفون الشعر، فيأخذون على ذلك أجرة؛ لأنَّه الذي يفعل هذا لا بد أنَّه يُقدِّم هذه الخدمة ويريد مقابلًا لها، فإن كان هذا المال لهذا الغرض يعني هو مقابل التنظيف فلا بأس أن تدفع لهم المال وتأخذ رأسًا من هذه الرؤوس، أمَّا إن كان لنفس قطعة الأضحية التي تأخذها مثل: الرأس والرجلين ونحو ذلك فلا يجوز أن تدفع المال على أيِّ جزء من أجزاء الأضحية؛ لأنَّ الأضحية لا يجوز بيعها ولا بيع أي جزء منها.

والله سبحانه وتعالى أعلم والحمد لله رب العالمين.

 

أملاه: عبد الحق التركماني

المحرَّم 1446