موقع الشيخ عبد الحق التركماني - ما حكم وضع شيء في الصف الأول في المسجد لحجز المكان ثم الذهاب والعودة عند الإقامة

/ 16 تموز 2024

للتواصل 00447432020200

ما حكم وضع شيء في الصف الأول في المسجد لحجز المكان ثم الذهاب والعودة عند الإقامة

8 تموز 2024

السؤال :

ما حكم حجز مكان في الصف الأول في المسجد بوضع شيء على الأرض، نرى بعض الإخوة يأتون إلى المسجد ويضعون شيئًا ما في الصف الأول مثل سُترة، ثم يذهبون إلى مكان آخر في المسجد، أحيانًا يذهبون ساعة أو ساعتين وقبل الإقامة يعود الشخص إلى المكان الذي وضع فيه السُترة، في بعض الأحيان تمتلئ أغلبية الصف الأول بالسترات والحقائب ولكن لا يوجد أي شخص يجلس هناك بالفعل، وكثير من الناس في المسجد يجدون ذلك مشكلة ولكن بعض الإخوة يستدلون بحديث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم «من قام من مكانه فهو أحقُّ به إذا رجع».

 أرجو التوضيح هل يجوز هذا يا شيخ؟ وهل المسجد مسموح له أن يمنع الناس من وضع أشياء على الأرض ليحجز مكانه في الصف الأول؟

الجواب :

الحمد لله رب العالمين.

باختصار شديد هذه المسألة لها حالات:

أن يحجز مكانًا له في الصف ثم يخرج من المسجد، أو لا يكون هو أصلًا في المسجد ويكلِّف صديقًا له أن يحجز له مكانًا في المسجد، فإذا جاء وجد مكانه محجوزًا فهذا لا يجوز، وأستطيع أقول: إنَّه لا يجوز بالاتفاق في هذه الصورة، وهذا اعتداء وحجز لمكان عامٍّ ووقفٍ للمسلمين، فالمسجد للمسلمين جميعًا مَن دخل أولًا فهو أحقُّ بالصف الأول، هذه الحالة الأولى.

الحالة الثانية: أن يكون هو ممَّن حضر إلى الصف الأول وقد يكون معتكفًا في المسجد، أو أتى في وقت مبكر ثم احتاج أن يذهب ليجدِّد الوضوء، أو يأكل طعامًا، أو احتاج أن يذهب إلى طرف المسجد حتَّى يستريح قليلًا أو ينام، فهذا لا بأس يرجع إلى مكانه قبل الإقامة؛ لأنَّه لم يذهب بعيدًا، هو مازال في المسجد، وله في هذه الصورة حظٌّ من هذا الحديث الذي ذكرته وهو في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «مَن قام من مجلسه ثمَّ رجع إليه فهو أحقُّ به»، وهذا الحديث ينطبق بالدرجة الأولى على من يذهب للوضوء ويرجع إلى مكانه في الصف فهو أحقُّ بمكانه في الصف.

الحالة الثالثة: أن تُقام الصلاة وهو لم يرجع إلى مكانه، أو تقام الصلاة ووُجِد هذا المكان محجوزًا، فهنا يجب إلغاء هذا الحجز، ولا حقَّ له فإذا كان وضع سترة أو حقيبة أو شيئًا لحجز هذا المكان فإنَّ هذا يُرفَع حتَّى تتَّصل الصفوف، وليس له حقٌّ في هذا المكان؛ لأنَّه قد أقيمت الصلاة ولم يأتي هو إلى المكان الذي حجزه، فهذه يعني تقريبًا أهم الصور الداخلة في هذا السؤال.

والله سبحانه وتعالى أعلم، وصلَّى الله وسلَّم على محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

 

أملاه: عبد الحق التركماني

المحرَّم 1446