مجموع مخطوطات المحلَّى بالآثار بشرح المجلَّى بالاختصار

مجموع مخطوطات المحلَّى بالآثار بشرح المجلَّى بالاختصار

لأبي محمد ابن حزم الظاهريِّ

الإصدار الأول: 1443 / 2021

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد: فمنذ أن عزمتُ على تحقيق كتاب: «المحلى بالآثار» للإمام الفقيه أبي محمد ابن حزم الظاهريِّ رحمه الله تعالى في نحو سنة: 1419 / 1998؛ بدأتُ بجمع مصوَّرات مخطوطاته، وقد كان تصوير المخطوطات في ذلك الوقت أمرًا عسيرًا، يحتاج إلى كثير من الوقت والجهد والمال، بخلاف ما حصل في السُّنيَّات الأخيرة من تيسُّر تصويرها وتداولها، بل إن مصوَّرات مئات الآلاف من المخطوطات قد صارت مبذولة في الشبكة العالمية، والحمد لله ربِّ العالمين.

وقد اجتمعتْ عندي خلال هذه السنوات الطويلة مصورات أكثر المجلَّدات المعروفة في مكتبات العالم، غير أني لم أتابع البحث خلال السنوات الخمس الأخيرة، وذلك لانشغالي بأبحاث تفسير الإسلام؛ فلعلَّ المهتمين بابن حزم خاصة، وبالمخطوطات عامة؛ يستطيعون الاستدراك على هذه القائمة، وأظنُّ أن الاستدراك سيكون قليلًا جدًّا؛ فمن وجد إضافة فليتفَّضل بتزويدي بها حتى أضيفها في هذا (المجموع)، ويكون شريكًا في الأجر والثواب، بفضل الله تعالى ومنِّه.

ويَعيبُ هذا (المجموع) أنَّ مصورات عدد كبير من المخطوطات مأخوذة من تصوير (الميكروفيلم) القديم، خاصة نسخ دار الكتب المصرية، وفيها أيضًا نقصٌ وخللٌ، وأسعى في الحصول على صورها الملوَّنة بالطريقة الحديثة، وأسأل الله أن ييسر ذلك بلطفه.

وقد رتَّبت ملفات الـ: PDF بالترقيم المتسلسل، وعرَّفتُ في هذه القائمة ـ أو سمِّها: الدليل ـ بمحتوى كل ملفٍّ حسب رقمه، ثم إن في القائمة ذِكْرَ نسخٍ لم يتمَّ تصويرها حتى الآن، فجعلتُ رقم ملفِّه باللون الأحمر، إشارةً إلى أن الملف غير متوفر.

وفي هذا (المجموع) زيادةُ بعض المجلدات ـ نحو خمس مجلداتٍ ـ على (المجموع) الذي بعثتُه إلى أحد الورَّاقين (وهو المدعو: خ. ر. المعروف بخياناته لطلاب العلم وسرقته لجهودهم) عند عمله على طبع «المحلَّى»، وقد أرسلتُ إليه ـ من بريطانيا ـ جميعَ الملفات محفوظةً في ذاكرة رقمية USB Memory Stick، واستَلمها المشار إليه من مندوب البريد السريع DHL في القاهرة، بتاريخ: 8/7/2012م. ورغم هذا فإنه ادَّعى في مقدمة طبعته من «المحلَّى» أنه بذل جهدًا في جمع نسخ الكتاب، وذكر أنني ساهمتُ معه في ذلك؛ وهذا منه: كذبٌ صريحٌ، ووقاحةٌ بالغةٌ، بل لم تكن عنده إلا بعض نسخ دار الكتب المصرية، ثم سلَّمتُ له أكثر من خمسين مجلدٍ مخطوطٍ دفعةً واحدةً، محفوظةً في الذاكرة الرقمية كما بينتُه أعلاه.

ثم إن أستاذنا العلامة المؤرِّخ المحقِّق الكبير بشار عواد معروف لمَّا أُسْنِدَ إليه تحقيق الكتاب أُعْطِيَ ذلك (المجموع)، وأنجَز تحقيقَ الكتاب مع فريق عمله، وإنني في شوقٍ كبيرٍ إلى الاطلاع على عملهم فورَ نشره ـ إن شاء الله تعالى ـ، ولا أظنُّ أنه حصلتْ له زيادة على المجلدات التي جمعتُها.

إن اهتمام الباحثين بابن حزم وآثاره كبيرٌ جدًّا، وإن كثيرًا منهم يتصلون بي للاستفسار والاستشارة أو طلب الكتب والمخطوطات؛ فرأيتُ أن أجعل هذا (المجموع) مبذولًا لهم في الشبكة العالمية، وذلك تيسيرًا عليَّ وعليهم، ولعلَّهم يذكرونني في دعوةٍ صالحةٍ بظهر الغيب؛ هي أحبُّ إلـيَّ وخيرٌ لي من حبس هذا (المجموع) في جهازي، وأكثرُهم ـ ولله الحمد ـ من أهل الوفاء وحفظ الجميل ـ بارك الله فيهم ـ، أما مَنْ ينسَى الفضلَ بمجرَّد حصوله على خِرْقة الدكتوراه؛ فهم الأقلون الأرذلون ـ لا بارك الله فيهم ـ، وقد ابتلي أبو محمد بهذا الصنف الخبيث، ووصفهم بما لا مزيدَ عليه في وصفه لهم.

لقد ميَّزت هذا (المجموع) باسم: الإصدار الأول: 1443 / 2021، فإن حصلتُ على مخطوطات جديدة، أو نسخ ملوَّنة؛ جعلتُ ذلك في الإصدار الثاني، ثم الثالث، إلى ما شاء الله تعالى.

هذا؛ وقد اجتمعت عندي نسخ كثيرةٌ من «الفِصَل»، فلعلي أنشرها ـ أيضًا ـ في مجموع مستقل.

والحمد لله ربِّ العالمين.

كتبه:

عبد الحق بن ملا حقي التركماني

ليستر: الأحد 2 ربيع الآخر 1443، الموافق: 7 تشرين الثاني 2021م

اضغط هنا لتنزيل (مجموع مخطوطات المحلى بالآثار) بصيغة ملف مضغوط.