موقع الشيخ عبد الحق التركماني - في تفسير ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين

/ 21 حزيران 2025

للتواصل 00447432020200

في تفسير ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين

نشرت بواسطة : إدارة الموقع 20 ايلول 2013 1233

عباد الله: تعالوا معي نتأمل في الآية التاسعة والثلاثين بعد المئة من سورة آل عمران، إذ يقول الحق جل شأنه: {‌وَلَا ‌تَهِنُوا ‌وَلَا ‌تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩)}. فيا لله كم المسلمون اليوم في وهن وضعف وخور؟ وكم هم اليوم في حزن وضيق وألم؟ وكم هم اليوم في ذلة وخضوع وانكسار؟ كم يدعون ربهم من رمضان إلى رمضان، ومن حج الى حج فلا يستجاب لهم. يُظلمون ولا ناصر لهم. يُذبحون ولا مشفق عليهم، حتى استولى اليأس على قلوب كثير منهم، وفُتن كثير منهم في دينهم وعقولهم، هنا يأتي النداء الرباني العظيم: {‌وَلَا ‌تَهِنُوا ‌وَلَا ‌تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩)}، لا تضعفوا ولا تأسوا والحال أنكم الأعلون، إنكم أنتم الأعلون بشرط وهو إن كنتم مؤمنين، فإن كنتم مؤمنين حقًا، فلا تهنوا ولا تحزنوا فإن الإيمان يوجب قوة القلب، والثقة بصنع الله عز وجل، وعدم المبالاة بأعدائه، وإن كنتم مؤمنين فأنتم الأعلون، فإنَّ الإيمان يقتضي العلو لا محالة، فالمقصود النهي عن الوهن والحزن، والإخبار بالعلو بناء على تحقق هذا الشرط {إن كنتم مؤمنين}. فإن تحقق هذا فنفي الوهم الحزن والإخبار بالعلو متحقق، وهكذا كان حال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن هذه الآية نزلت فيهم مواساة لهم على ما أصابهم من القتل والجرح في يوم أحد، وكان قد قتل يومئذ من المهاجرين خمسة منهم (حمزة ابن عبد المطلب) و(مصعب ابن عمير) وقتل من الأنصار سبعون رجلًا. فهذا الخطاب لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم، {إن كنتم مؤمنين} معناه؛ إذ كنتم مؤمنين، أي: لأنكم مؤمنون، فهذا الشرط متحقق فيكم، فاعلموا أنكم أنتم الأعلون فلا تهنوا ولا تحزنوا.

إخوة الايمان: هذا هو الجواب القرآني للسؤال الملح في ذهن كل مسلم، لم هذا الضعف والذل والانكسار؟ لماذا نُذبح على أيدي أخس خلق الله ثم نستجدي النصرة والنجدة من الشرق والغرب، فلا أحد ينصرنا ولا يغيثنا بل يمتعون أنظارهم بمآسينا، وهم يُحرِّكون في بلاد الإسلام القلاقل والحروب والفتن وضياع الأمن وتدمير الإنسان والحيوان والنبات والجماد. فاعلموا أيها المسلمون أنَّ الله تعالى قد وعد نبيه وعدًا، والله لا يخلف وعده ألا يسلط على هذه الأمة، أمة الاسلام عدوًا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها، لكنَّ الله تعالى يسلط الكفار على هذه الأمة، يسلط الأعداء عليها بقدر ما يضيعون من حقائق الإيمان وشروطه ولوازمه وأعماله، وبقدر ما يُحدِثونه من البدع والذنوب والمعاصي، وبقدر ابتعادهم عن الصراط السوي والمحجة البيضاء التي تركهم عليها نبيهم صلى الله عليه وسلم، وفي ذلكم حكم عظيمة ومقاصد جليلة. إنَّ تحقيق التوحيد والإيمان الحق موجب للعلو والنصرة، كما كان حال السابقين الأولين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أخبر الله تعالى بهزيمة مشركي قريش والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة، وهم في حال ضعف وقلة، فقال تعالى: {سَيُهْزَمُ ‌الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥)} [القمر]. ولا يظن أحد بالعادة المعروفة أنَّ أمره يظهر ويعلو قبل أن يهاجر الى المدينة، وقبل أن يقاتلهم، وكان كما أخبر؛ فإنهم يوم بدر وغيرها هزم جمعهم وولوا الأدبار، وتلك سنة الله في المؤمنين والكافرين. قال الله تعالى: {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ‌ثُمَّ ‌لَا ‌يَجِدُونَ ‌وَلِيًّا ‌وَلَا ‌نَصِيرًا (٢٢) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (٢٣)} [الفتح]. فإنما حيث ظهر الكفار فإنما ذاك لذنوب المسلمين التي أوجبت نقص إيمانهم، ثم إذا تابوا بتكميل ايمانهم نصرهم الله عز وجل، كما قال سبحانه في هذه الآية: {‌وَلَا ‌تَهِنُوا ‌وَلَا ‌تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩)}. وقال بعد ذلك في سورة آل عموان أيضا: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ ‌قَدْ ‌أَصَبْتُمْ ‌مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٦٥)}. فالله سبحانه إنما ضمن نصر دينه وأوليائه المستمسكين بدينه علمًا وعملًا، لن يضمن نصر الباطل ولو اعتقد صاحبه أنَّه محق، وكذلك العزة والعلو إنما هما لأهل الايمان الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه وهو علم وعمل وحال، فللعبد من العلو بحسب ما معه من الإيمان، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ ‌الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}، فللمسلم من العزة بحسب ما معه من الإيمان وحقائقه، فإذا فاته حظ من العُدوِّ والعزة، ففي مقابلة ما فاته من حقائق الإيمان علمًا وعملًا ظاهرًا وباطنًا، وكذلك الدفع عن العبد هو بحسب إيمانه. قال ربنا سبحانه: { ‌إِنَّ ‌اللَّهَ ‌يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (٣٨)} [الحج]. فإذا ضعف الدفع عنه فهو من نقص إيمانه، وكذلك الكفاية والحسم هي بقدر الإيمان.

قال تعالى: {‌يَاأَيُّهَا ‌النَّبِيُّ ‌حَسْبُكَ ‌اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٦٤)} [الأنفال]، أي الله حسبك وحسب أتباعك، أي كافيك وكافيهم، فكفايته لهم بحسب اتباعهم رسوله صلى الله عليه وسلم وانقيادهم له وطاعتهم له فما نقص من الإيمان عاد بنقصان ذلك كله. ومذهب أهل السنة والجماعة أنَّ الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي والذنوب، وكذلك ولاية الله عز وجل لعبده هي بحسب إيمانه

قال تعالى: {وَاللَّهُ ‌وَلِيُّ ‌الْمُؤْمِنِينَ (٦٨)} [آل عمران]. وقال تعالى {‌اللَّهُ ‌وَلِيُّ ‌الَّذِينَ ‌آمَنُوا}، وكذلك معيته الخاصة لأهل الايمان كما قال تعالى: {‌وَأَنَّ ‌اللَّهَ ‌مَعَ ‌الْمُؤْمِنِينَ (١٩)} [الأنفال]، فإذا نقص الإيمان وضعف كان حظ العبد من ولاية الله له ومعيته الخاصة له بقدر حظه من الإيمان، وكذلك النصر والتأييد الكامل إنما هو لأهل الإيمان الكامل، قال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ‌فِي ‌الْحَيَاةِ ‌الدُّنْيَا ‌وَيَوْمَ ‌يَقُومُ ‌الْأَشْهَادُ (٥١)} [غافر]. وقال سبحانه: {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ ‌فَأَصْبَحُوا ‌ظَاهِرِينَ (١٤)} [غافر].

 فمن نقص من إيمانه، نقص نصيبه من النصر والتأييد. ولهذا إذا أصيب العبد بمصيبة في نفسه أو ماله أو بتسليط عدوه عليه، فإنما هي بذنوبه، إما بترك واجب أو فعل محرم، وهو من نقص إيمانه، وفي ضوء ما تقدم ينبغي أن نفهم قوله سبحانه في سورة النساء: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ ‌عَلَى ‌الْمُؤْمِنِينَ ‌سَبِيلًا (١٤١)}.

 كما قال ابن القيم رحمه الله: (انتفاء السبيل عن أهل الإيمان الكامل، فإذا ضعف الإيمان صار لعدوهم عليهم من السبيل بحسب ما نقص من إيمانهم، فهم جعلوا لهم عليهم السبيل بما تركوا من طاعة الله تعالى. فالمؤمن عزيز غالب مؤيد منصور، مكفى، مدفوع عنه بالذات أين كان، ولو اجتمع عليه من بأقطارها، إذا قام بحقيقة الايمان وواجباته ظاهرا وباطنا استحق هذه الصفات. وقد قال الله تعالى للمؤمنين: {فَلَا تَهِنُوا ‌وَتَدْعُوا ‌إِلَى ‌السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (٣٥)} [محمد]. فهذا الضمان إنما هو بإيمانهم وأعمالهم، التى هى جند من جنود الله، يحفظهم بها، ولا يفردها عنهم ويقتطعها عنهم، فيبطلها عليهم، كما يَتِرُ الكافرين والمنافقين أعمالهم إذ كانت لغيره ولم تكن موافقة لأمره) «إغاثة اللهفان» 2/182-183. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى، فقال صلى الله عليه وسلم ناصحًا ومشفقًا على أمته: {إذا تبايعتم بالعينة إذا تبايعتم بالعينة؛ والعينة نوع من أنواع البيوع الربوية، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع؛ وهذا كناية عن التكالب على الدنيا والحرص عليها، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات.

الخطبة الثانية:

 الحمد لله حمدا كثيرًا كما أمر، وأشكره وهو الكفيل بالزيادة لمن شكر، اعزازًا لمن آمن به وأقر، وإرغامًا لمن جحد به وكفر. وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأنصاره وأتباعه إلى يوم الدين.

عباد الله: إذا كان من تمام الحكمة والرحمة ألا يهلك الله هذه الأمة لذنوبها هلاك استئصال، كما أهلك المكذبين من الأمم السابقة، لأن في بقاء هذه الأمة قيام بحجة الله على العالمين بالرسالة الخاتمة والدين الحق، كذلك في ابتلاء هذه الأمة، وتسليط الأعداء عليها حكمة وعدل وعلم ورحمة، لهذا قال ربنا بعد هذه الآية: {‌وَلَا ‌تَهِنُوا ‌وَلَا ‌تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩)}،

قال عز من قائل: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ‌وَتِلْكَ ‌الْأَيَّامُ ‌نُدَاوِلُهَا ‌بَيْنَ ‌النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (١٤٠) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (١٤١)} [آل عمران]، فمن الحكمة تمييز المؤمن عن غيره فإنهم إذا كانوا دائمًا منصورين، لم يظهر لهم وليهم من عدوهم، إذ الجميع يظهرون الموالاة فإذا غُلبوا ظهر عدوهم. قال الله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ‌حَتَّى ‌يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}، وقد ظهر لأهل الإسلام والسنة في هذه الفتن الأخيرة من عداوة الزنادقة والمنافقين من الرافضة وأذنابهم، ما كان أكثر المسلمين عنه غافلين. ومن الحكم أن يتخذ منكم شهداء فإنَّ منزلة الشهادة منزلة عالية في الجنة، ولابد من الموت، فموت العبد شهيدًا أكمل له، وأعظم لأجره وثوابه، ويكفر عنه بالشهادة ذنوبه وظلمه لنفسه والله لا يحب الظالمين. ومن ذلك أن يمحِّص الله الذين آمنوا فيخلصهم من الذنوب فإنهم إذا انتصروا دائما حصل للنفوس من ضعف الإيمان ما يوجب لهم العقوبة والهوان. قال الله تعالى: {‌كَلَّا ‌إِنَّ ‌الْإِنْسَانَ ‌لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (٧)} [العلق]. ثم ذكر ربنا سبحانه ذكر حكمة أخرى فقال تعالى: {ويمحق الكافرين}، ذلك أنَّ الله سبحانه إنما يعاقب الناس بأعمالهم، والكافر إذا كانت له حسنات ما، أطعمه الله بحسنات في الدنيا فإذا لم تبقى له حسنة عاقبه بكفره. والكفار إذا أديلوا أي؛ إذا صارت لهم الدولة والغلبة، يحصل لهم من الطغيان والعدوان وشدة الكفر والتكذيب ما يستحقون به المحق والتدمير، ففي إدالتهم ما يمحقهم الله به.

عباد الله: إننا عندما نذكر هذه الحقائق القرآنية والسنن الإلهية ونُذكِّر بها، وننبه إليها نريد بذلك أن نعرف سبب الذل والضعف والهوان الذي أصاب أمتنا، فنبادر إلى العلاج الناجع بالتوبة إلى الله عز وجل، وتحقيق التوحيد والإخلاص وتجريد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ‌وَأَشَدَّ ‌تَثْبِيتًا (٦٦) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (٦٧) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٦٨) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (٧٠)} [النساء]، فليس غرضنا أن نشمت بإخواننا، أو أن نستخف بما نزل بهم من المصائب، كما يفعل بعض السفهاء ممن طمس الله تعالى على قلوبهم، أو نخص بالكلام بلدًا دون آخر، أو قوما دون آخرين كما يفعل أهل العنصرية والاستعلاء على الناس، فالمصيبة عامة في عموم بلاد الإسلام، بل نعتقد بل نعتقد بعقيدة اهل السنة والجماعة أنَّ الأخوة الإيمانية لا تنقطع بين المسلمين إلا بالكفر الأكبر، فالمسلم أخو المسلم وإن كان مبتدعًا أو عاصيًا ولو بكبائر الذنوب، وقد قال الله تعالى في الذين ارتكبوا كبيرة ترك الهجرة الواجبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيهم : {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا ‌مَا ‌لَكُمْ ‌مِنْ ‌وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}. وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) «صحيح البخاري» (2442). ويقول ربنا سبحانه: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ‌وَيَنْهَوْنَ ‌عَنِ ‌الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٧١)} [التوبة].

أسأل الله العظيم أن يرحمنا بموالاتنا للمؤمنين والمؤمنات ونصرتنا لهم.

شاركنا بتعليق

  • لا يوجد تعليقات بعد