سبل مواجهة الإلحاد
عباد الله: إن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان وتمحيص، ليس فقط على المستوى الفردي حيث يبتلى الإنسان بالفقر والجوع والأمراض وسائر مشكلات الحياة، بل أيضًا على مستوى الأمم والدول حيث يبتلى الناس بالكوارث والنوازل كالزلازل والبراكين والأوبئة العامة، كذلك يبتلى بعضهم ببعض بالحروب المدمرة والظلم والبغي امتحانًا من الله تعالى واختبارًا، كما قال تعالى: وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ. وقال تعالى: وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا. وقال سبحانه: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. هكذا نجد أن أهل الإيمان يبتلون في عصور مختلفة بابتلاءات مختلفة، فمرة بالفتن الداخلية وضياع الأمن وسفك الدماء، ومرة بتسلط الأعداء كما حصل من اكتساح التتار للمشرق الإسلامي قديمًا وبما سمي بالاستعمار في العصر الحديث، ومرة بصعود أفكار مدمرة وانبهار الناس بها، كما حصل مع الشيوعية الماركسية، التي قام على أساسها الاتحاد السوفيتي، وحكمت بالحديد والنار دولًا كثيرًا، وتسببت في قتل ملايين من البشر، وبلغت تلك الفتنة كثيرًا من بلدان المسلمين، فارتد فئام من المسلمين عن دينهم، وقامت ثورات، وسقطت دول، ثم كان ماذا؟ بعد نحو سبعين عامًا سقط الاتحاد السوفيتي وذهبت الشيوعية والماركسية إلى مزبلة التاريخ، ولم تبق منها إلا صفحات القتل والإجرام السوداء. ولعل من أشد ابتلاءات أيامنا الحاضرة: الدعوة الظاهرة إلى الإلحاد بنشاط وقوة وتأثير بالغ، والتوسل إلى ذلك بدعاوى الحرية والعلمانية والليبرالية ورفض القديم والانفتاح والقبول المطلق لكل جديد مهما كان شاذا، مخالفا للعقول والفطر، وقد ساعد على هذا كله انتشار وسائل التواصل الحديثة،
- لا يوجد تعليقات بعد